ذكريات – 3
خبطة ثم التوبة... يا بلاش
اللواء أ.ح. عبد اللطيف الرافعي كان قائدا
لسلاح الحرب الكيماوية وكان رجلا صالحا بمعنى الكلمة تعرفت عليه عن طريق أخي
الأكبر سامي الذي كان صحفيا ثم تاب الله عليه وسافر للعمل في دولة الإمارات
وأصبحنا أنا واللواء الرافعي أصدقاء وكنت أتبارك به وكنا نتقابل عندما أذهب إلي
القاهرة في جامع السيدة زينب(رضي الله عنها وأرضاها) حيث نصلي المغرب ثم العشاء في
حجرة بجوار المقام وبين الصلاتين نتحاور في شؤون الدنيا ونتبادل الأخبار، كنا
نتبادل الاحترام والمحبة في الله. كنت عندما أزوره في إدارة السلاح كان يستقبلني
دائما استقبال كبار الزوار حتى أن أركان حربه يعتقدون أني شخص مهم، في حين أني كنت
مجرد إنسان عادي. وبعد خروجه إلى المعاش
استمرت صداقتنا وكنت أزوره كلما قادتني قدمأي إلي القاهرة.
ذات يوم كنا قد تقابلنا ذات صباح وركبت معه
سيارته وكان يريد أن يركب مرآة جانبيه لسيارته، و ذهبنا إلى حي من أحياء جنوب
القاهرة لا أعرفه ووقفنا أمام عمارة كبيرة جديدة عالية وتحتها محل لقطع غيار
السيارات يقف فيه شاب في مقتبل العمر،
كانا يبدوان أنهما يعرفان بعضهما وسأله
اللواء عن صحة والده الذي لم يكن موجودا. وجاء الشاب بمرآة جانبية وركبها على جانب
سيارة صديقي اللواء الذي دفع ثمنها ثم انصرفنا. وقال لي اللواء أن أبو الفتي كان
صولا عنده في السلاح وخرج علي المعاش وأن المحل للابن بينما العمارة ملك للوالد،
فسألته بتعجب وهل مرتب صول في الجيش يسمح له ببناء عمارة حتى ولو ادخره طوال مدة
خدمته دون أن يمس منه شيئا. فضحك اللواء الرافعي وقال لي: أنت راجل طيب يا نبيل (
يقصد ساذج) في الجيش الواحد من دول يعمله تهريبة مخدرات يعمل منها قرشين يمنجه بيهم نفسه ثم يذهب إلي الحج ويتوب وكان الله يحب
المحسنين. فقلت : وهي دي تبقى توبة نصوح ، فرد العلم عند الله اهي دي حال الدنيا
لا تستغرب.
عندما هاجرت انقطعت عني أخبار صديقي اللواء
الرافعي فإن كان حيا أمساه الله بالخير وإن كان قد توفاه الله فألف رحمة تنزل
عليه.
مع تحياتي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق